التطوع في اوروبا

كيف أصبحت صانع محتوى لمساعدة الشباب في إيجاد فرص في أوروبا؟

بين عامي 2018 و2020، بدأت رحلتي في البحث عن فرصة للتطوع أو الدراسة في أوروبا. كنت شابًا طموحًا أؤمن بأن هناك عالمًا أكبر ينتظر من يجرؤ على الحلم، لكن كل محاولة كانت تقابلها حواجز صعبة.

البداية الصعبة

أول مشكلة واجهتني كانت اللغة؛ معظم المعلومات متوفرة بالإنجليزية أو الفرنسية، وكان من الصعب فهم التفاصيل الدقيقة لكل برنامج. ثم ظهرت المشكلة الأكبر: التأشيرة (الفيزا)، فحتى إن وُجدت فرصة، كانت احتمالية الرفض قائمة دائمًا فقط لأنك تحمل جوازًا من بلد عربي.

ومع الوقت، لاحظت شيئًا محبطًا: بعض المنظمات الأوروبية لا تثق بسهولة في المتطوعين من دول المغرب العربي، خوفًا من أن لا يعودوا بعد انتهاء البرنامج. هذا الخوف جعل الكثير من الفرص تُغلق في وجهي، رغم استعدادي الكامل والتزامي.

كنت أبحث ليلًا ونهارًا، أتنقل بين المواقع والمنصات، أكتب الطلبات، وأرسل السِّيَر الذاتية… لكن في المقابل، كانت الردود قليلة، وأحيانًا منعدمة.
هذه البداية لم تكن سهلة أبدًا، لكنها كانت الدرس الأول في رحلتي: أن الطريق للفرص ليس مباشرًا… بل يحتاج إلى صبر، وذكاء، وتفكير خارج الصندوق.

نقطة التحول

بعد سنتين من البحث المتواصل والردود القليلة، بدأتُ أطرح على نفسي سؤالًا بسيطًا لكنه مهم:
“هل أنا الوحيد الذي يعاني؟ أم أن هناك شبابًا عربًا كُثر يمرون بنفس التجربة؟”

من هنا جاءتني فكرة أن أشارك قصتي وتجربتي مع الآخرين.
فتحت حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت أتحدث عن كل ما كنت أواجهه: مشاكل الفيزا، كيفية كتابة سيرة ذاتية، المواقع التي أستخدمها، وحتى رسائل الرفض التي كنت أتلقاها. لم أكن خبيرًا، لكنني كنت صادقًا.

أول فيديو نشرته لم يحصد عددًا كبيرًا من المشاهدات، لكنه جذب بعض الأشخاص الذين كتبوا لي تعليقات تقول:
“شكراً لأنك تتحدث عن شيء نعيشه يومياً.”
“أخيرًا شخص يشرح الأمور ببساطة وبالعربية.”

هذه الردود البسيطة كانت كافية لتغير كل شيء داخلي.
فجأة، شعرت أنني لست فقط باحثًا عن فرصة، بل شخص قادر على مساعدة غيره ليفهم الطريق ويجده أسرع وأسهل.

بدأت أقرأ أكثر، أتعلم من التجربة، وأحاول أن أكون مصدرًا للوضوح في عالم مليء بالغموض.

بناء المحتوى خطوة بخطوة

بعد أن أدركت أهمية مشاركة المعلومة، بدأت أفكر بطريقة أكثر تنظيمًا:
“كيف أقدم محتوى مفيد، سهل الفهم، ويصل لأكبر عدد ممكن من الشباب؟”

في البداية، كنت أستخدم هاتفي فقط لتصوير فيديوهات قصيرة أشرح فيها المواقع والمنصات التي أستخدمها.
ثم بدأت أبحث عن أدوات تساعدني في تحسين جودة المحتوى، فتعلمت استخدام تطبيقات بسيطة مثل:

  • Canva لتصميم منشورات جذابة وسهلة الفهم

  • CapCut لتعديل الفيديوهات بطريقة احترافية وسريعة

  • Google Docs لتنظيم أفكاري وكتابة المحتوى قبل نشره

مع مرور الوقت، لاحظت أن هناك فرقًا بين مشاركة التجربة فقط، وبين تحويل التجربة إلى دليل عملي يساعد الآخرين خطوة بخطوة.
لذلك، بدأت أوضّح أكثر في محتواي:
كيف تملأ ملفك في European Solidarity Corps، كيف تكتب رسالة التحفيز، ما هي الأخطاء التي يجب تجنبها، وغيرها من المواضيع.

كما أنني قررت إنشاء موقعي الخاص “باب أوروبا“، ليكون منصة يجمع فيها كل هذه المعلومات، ويكون مرجعًا موثوقًا للشباب العربي الباحث عن فرصة.

لماذا أواصل؟

قد يسأل البعض:
“بعد كل هذا التعب… لماذا تواصل؟ لماذا لا تحتفظ بهذه المعلومات لنفسك وتبحث عن مستقبلك فقط؟”

الإجابة بسيطة:
لأنني لا أريد أن يعيش غيري نفس الشعور بالعجز الذي شعرت به في البداية.
أعرف تمامًا كيف يكون الإحباط عندما ترى فرصًا كثيرة ولكن لا تعرف من أين تبدأ، أو عندما يُرفض طلبك فقط لأنك من “بلد عربي”.

هدفي اليوم لم يعد فقط أن أجد فرصة لنفسي، بل أن أكون جزءًا من تغيير النظرة النمطية عن الشباب المغربي والعربي عمومًا.
نحن لسنا عبئًا، نحن طاقات وقدرات لو حصلنا على الفرصة المناسبة.

كما أنني لاحظت شيئًا جميلًا خلال رحلتي:
كل مرة أساعد فيها شابًا في كتابة رسالة، أو أوجهه إلى منصة مناسبة، وأتلقى منه رسالة يقول فيها “لقد تم قبولي”، أشعر وكأنني أنا من حصل على الفرصة.

هذا الإحساس هو ما يدفعني للاستمرار.
أن أكون سببًا ولو بسيطًا في تغيير حياة شخص، هذا بحد ذاته نجاح.

لماذا أواصل؟

إذا كنت تقرأ هذه الكلمات الآن، فاعلم أنك لست وحدك في هذه الرحلة.
أنا هنا لأشاركك كل ما تعلمته، ليس فقط كصانع محتوى، بل كشخص مر بنفس الطريق، وعرف كم هو صعب أن تبدأ دون دليل.

إليك بعض الطرق التي يمكنني مساعدتك بها:

  • ✅ أنشر بانتظام على حساباتي في إنستغرام وتيك توك نصائح عن فرص التطوع، العمل، والدراسة في أوروبا

  • ✅ أشارك خطوات عملية للتسجيل في المنصات مثل European Solidarity Corps

  • ✅ أوضح كيفية كتابة سيرة ذاتية ورسالة تحفيز قوية

  • ✅ أقدم أمثلة حقيقية لرسائل تم قبولها

  • ✅ أشارك روابط لفرص جديدة بمجرد توفرها

  • ✅ أجيب على أسئلتكم في التعليقات أو الرسائل

هدفي هو أن تكون هذه المنصة (باب أوروبا) مرجعًا حقيقيًا للشباب العربي الطموح.
ولذلك أدعوك بكل حب أن تتابعني على شبكات التواصل، وتسأل، وتشارك، وتبدأ رحلتك بثقة.

لماذا أواصل؟

قد تبدو الطريق طويلة، مليئة بالتحديات، والصمت، والانتظار… لكن صدقني، الفرصة موجودة فقط تحتاج أن تبحث عنها بإصرار، وأن تفتح بابك الخاص حتى لو لم يفتحه لك أحد.

أنا بدأت من الصفر، بدون دعم، وبدون معرفة… واليوم، أشاركك تجربتي لأنني أؤمن أنك تستطيع أنت أيضًا أن تصنع طريقك.
لا تجعل تأشيرة، أو رفض، أو خوف، يمنعك من أن تحلم وتبدأ.

 تابعني على شبكات التواصل، واقرأ مقالاتي القادمة على موقع باب أوروبا، وسأكون دائمًا بجانبك خطوة بخطوة.

إذا لم تجد الفرصة… اصنعها. وإذا وجدت الطريق مغلقًا… اصنع بابًا.

One thought on “كيف أصبحت صانع محتوى لمساعدة الشباب في إيجاد فرص في أوروبا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *